وَلَا نُنْعِمُكَ عَيْنًا، فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! وُلِدَ لِي غُلَامٌ، فَسَمَّيْتُهُ الْقَاسِمَ، فَقَالَتِ الأَنْصَارُ: لا نَكْنِيكَ أَبَا الْقَاسم وَلَا نُنْعِمُكَ عَيْنًا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَحْسَنَتِ الأَنْصَارُ، سَمُّوا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيتِي، فَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ".
الحديث الثاني:
(لرَّجل منا) هو أنَس بن فَضَالَة، سَمَّى ابنه محمَّدًا، رواه ابن مَنْدَه.
قال (ك): وغرَض البُخَارِيّ أنَّ هؤلاء الأَربعة: الأَعمَش، ومَنْصُورًا، وأَبا قَتادة، وحُصَينًا رَوَوا الحديث بتَقارُب لم أَرَ سَماع شُعبة من الثلاثة الأُوَل، وسماعُهم من سالم صرَّح البُخَارِيّ به، وأما سماع شُعبة من حُصَين، وسَماعه من سالم فمحتمِلٌ.
(لا ننعمك عينًا)؛ أي: لا نُكرمُك، ولا نُقِرُّ عينَك بهذا الاسم، ونُعْمَة العين -بالضم-: قُرَّتُها، ويقال: نُعْمَ ونُعْمةَ عينٍ، أي: أَفعلُ ذلك كرامةً لك، وإنْعامًا لعينِك.
* * *
٣١١٦ - حَدَّثَنَا حِبَّانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَاللهُ الْمُعْطِي