(أو تؤدوا) فيه أخْذ الجِزية من المَجوس؛ لأنَّهم كانوا مَجوسًا، وفيه فَصاحة المُغيرة؛ لأنه بيَّن بكلامه أحوالَهم المتعلِّقة بدُنْياهم من المَطعُوم والمَلبُوس، وبدِيْنهم من العِبادة، وبمعاملتِهم مع الأعداء من طلَب التَّوحيد أو الجِزية، ولمَعادِهم في الآخِرة إلى كونهم في الجنَّة، وفي الدُّنيا إلى كونهم مُلوكًا مُلَّاكًا للرِّقاب.
(أُشهدك) الخِطاب فيه للمُغيرة وكان على مَيْسرة النُّعمان، أي: أحضَرَك اللهُ مثلَ تلك المغازي، أو هذه المقاتَلة مع رسول الله -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
(يندمك) من الإِنْدام، يُقال: أَندمَه الله، فنَدِم.
(ولم يُخْزك) من الإخْزاء، يقال: خَزِي بالكسر: إذا ذلَّ وهانَ، وكأنُّه أشار إلى:"غيرَ خَزايا ولا نَدامَى".
(الأرواح) جمع: رِيْح، وأصلُه الواو قُلبت ياءً؛ لانكِسار ما قبلَها، فلمَّا جُمعت رُدَّت؛ لأَنَّ الجمْع يَرُدُّ الأشياءَ إلى أُصولها، وحكَى ابن جِنِّي عن بعضهم في الجمْع: أرياح، لمَّا رآهم قالوا: أَريَاح.
ولعلَّ السِّرَّ في ذلك الاحتِراز عن تمادي القِتال بسبَب دُخول اللَّيل وظُلمته والتبرك أَيضًا بأوقات العِبادة.
(ولكني) موقِع الاستِدراك أنَّ المُغيرة قصَد الاشتِغال بالقتال أوَّلَ النَّهار بعد الفَراغ عن المكالمة مع التَّرْجُمان، فقال له النُّعمان: فإنَّك وإنْ