٣٢٨٩ - حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"التَّثَاؤُبُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدكم فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنَّ أَحَدكم إِذَا قَالَ: ها ضَحِكَ الشَّيْطَانُ".
الحادي والعشرون:
(تثاءب) بالمدِّ، والتخفيف، وفي بعضها:(تَثاوَبَ) بالواو، وهو نَفَسٌ يَنفتِح منه الفَمُ، يَدفَع البُخارات المُحتقِنة في عضَلات الفَكِّ، ويَنشأُ من امتِلاء المعِدة، وثِقَل البدَن، فيُورث الكسَل، وسُوء الفَهْم، والغَفْلة.
(فليرده)؛ أي: يكظِمُه، ويضَع يدَه على الفَمِ؛ لئلا يَبلُغ الشَّيطانُ مُرادَه من تَشويه صُورته، ودُخوله فمَه، وضَحِكه منه.
(ها) حكايةُ صَوتِ المتثائِب.
وفيه ذَمُّ الاستِكثار من الأكل، وقال (خ): معناه التَّحذير من السبَب الذي يتولَّد منه التثاؤُب، وهو التوسُّع في المَطاعِم، وإنما أضافَه للشَّيطان؛ لأنه الذي يدعُو الإنسانَ إلى إعطاء النَّفْس شَهوتَها من الطَّعام، ويُزيِّن له ذلك، وإذا قال: بها، أي: بالَغَ في التَّثاؤُب.
(ضحك الشيطان) فَرَحًا بذلك، وقيل: لم يَتثاءَب نبيٌّ قطُّ.