ذكَر هذا لمَا فيه مِن الخِلاف؛ فالصَّحيح أن مُطيعَهم يُثاب كما يُعاقَب عاصيهم.
وجرى في ذلك مناظرةٌ بين أبي حنيفة ومالكٍ - رضي الله عنهما - في المَسجِد الحرام، فقال أبو حنيفة: ثوابُهم السَّلامة من العَذاب تمسُّكًا بقوله تعالى: {وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}[الأحقاف: ٣١]، وقال مالكٌ: ثوابُهم الكَرامة بالجنَّة، وحُكْم الثَّقَلين واحدٌ، قال تعالى:{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}[الرحمن: ٤٦]، وقال:{لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ}[الرحمن: ٥٦].
واستدلَّ له البخاري بقوله تعالى:{يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ} الآية [الأنعام: ١٣٠]، ووجْه الدَّلالة: أَما على العِقاب فقوله تعالى: {وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا}[الأنعام: ١٣٠]، وأما على الثَّواب فقوله تعالى:{وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا}[الأنعام: ١٣٢].