للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(تداعوا)؛ أي: قالوا: يا لفُلانٍ.

(للأنصار) اللام للاستغاثة، وهذا يسمى دعوى الجاهلية.

(دعوها)؛ أي: اتركوا هذه المقالة، أو هذه الدعوى.

(لعبد الله)؛ أي: قال لأجل عبد الله، أو اللام للبيان، مثل: {هَيْتَ لَكَ} [يوسف: ٢٣]، وفي بعضها: (يعني: عبد الله).

(لا)؛ أي: لا يقتل فيتحدَّث الناس.

قال (خ): فيه بابٌ عظيمٌ من سياسة أمر الدِّين، والنظر في العواقِب، وذلك أن الناس إنما يدخلون في الدِّين ظاهرًا، ولا سبيل إلى معرفة ما في نفُوسهم، فلو عُوقب المنافق على باطن كُفْره، لوجَدَ أعداءُ الدِّين سبيلًا إلى تنفير الناس عن الدُّخول فيه، بأن يقولوا: ما يؤمنُكم إذا دخلتُم في دينه أن يَدَّعي عليكم كفْرَ الباطن، فيَستبيح بذلك دماءكم وأموالَكم، ولا تسلِّموا أنفسَكم للهلاك.

قال في "الكشاف": روي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين لقيَ بني المُصْطَلِق على المُريسِيْع وهزمَهم، ازدحَم على الماء جَهْجَاه -بجيمين- ابن سَعيد، أجيرٌ لعمر يقُود فرَسه، وسِنَان الجُهَني، حليفٌ لابن سَلول، واقتَتلا، صرَخ جَهْجَاه: يا لَلْمُهاجرين، وسِنَان: يا لَلأَنْصار، فأعانَ جِعالٌ -بكسر الجيم، وخفة المهملة- جَهْجاهًا، ولطَمَ سِنانًا، فقال أُبيُّ ابن سَلول: أما والله: {لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ} [المنافقون: ٨]، الآية.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>