(لَبِنة) بفتح اللام، وكسر الموحدة، وجاز إسكانها مع فتح اللام وكسرها.
(لولا موضع) روي برفع (موضع) على الابتداء، أو الخبر محذوفٌ، نحو: لولا زيد لكان كذا، و (لولا): تحضيضيَّةٌ، لا امتناعيةٌ، والفعل محذوفٌ، أي: لولا تُرِك، أو سُوِّي موضعُ اللَّبِنة، وبالنصب، أي: لولا تركتَ موضِعَ، فإن قيل: المشبَّه به واحدٌ، والمشبَّه متعدِّدٌ، قيل: لأن الأنبياء كلهم كواحدٍ فيما قُصد في التشبيه، وهو أن المقصود من تعيينهم ما تم إلا باعتبار الكلِّ، كالدار لا تتمُّ إلا بجميع اللَّبِنات، أو أن التشبيه ليس من باب تشبيه المفرد بالمفرد، بل تشبيه تمثيليٌّ، فيؤخذ وصفٌ من جميع أحوال المشبَّه، ويشبه بمثْله من أحوال المشبَّه به، فيقال: شبَّه الأنبياء وما بُعثوا به من إرشاد الناس إلى مكارم الأخلاق بدارٍ أُسِّس على قواعده، ورُفع بنيانه، وبقي منه موضعُ لَبِنة، فنبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - بعث لتتميم مكارم الأخلاق، كأنه هو تلك اللَّبِنة التي بها إصلاح ما بقي من الدار.
* * *
٣٥٣٥ - حَدَّثَنَا قُتيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَر، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ