٣٦٣٧ - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يُونس، حَدَّثنا شَيْبَانُ، عَنْ قتادَةَ، عَنْ أَنسِ بْنِ مَالِكٍ. وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُريعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قتادَةَ، عَنْ أَنس بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - أنَّهُ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَألوا رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً، فَأَرَاهُمُ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ.
٣٦٣٨ - حَدَّثَنِي خَلَفُ بْنُ خَالِدٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -: أَنَّ الْقَمَرَ انْشَقَّ فِي زَمَانِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -.
الثاني، والثالث:
قال (ع): انشقاق القمر آية عظيمة، لا يعادلها شيء من آيات الأنبياء؛ لأنه ظهر في ملكوت السَّماء، والخطب فيه أعظم، والبرهان به أظهر؛ لأنه خارج من جملة طباع ما في هذا العالم المركب من العناصر؛ وأمّا إنكار بعضهم ذلك بأنه لو كان له حقيقة لم يخف أثره على عوام النَّاس، ولتواترت به الأخبار؛ لأنه أمر محسوس مشاهد، والناس فيه شركاءُ، وللنفوس دواعٍ على نقل الأمر العجيب، والأمر الغريب، فلو كان لَذُكِرَ في الكتب، ودوّن في الصحف، ولكان أهل التنجيم والسير والتواريخ عارفين به، إذ لا يجوز إطباقهم على إغفاله، مع جلالة شأنه وجلاء أمره؛ فالجواب عنه: أن الأمر فيه خارج عما ذهبوا إليه؛ لأنه شيء طلبه قوم خاص من أهل مكّة، وكان ذلك ليلًا، وأكثر النَّاس فيه نيام، ومستكنون بالحُجُب والأبنية، والأيقاظ البارزون في الصحاري لهم