(من أمنّ النَّاس)؛ أي: أسمح النَّاس بماله وأبذل، ولم يردّ معنى الامتنان؛ لأن المنة تفسد الصنيعة، ولا منة لأحد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(أبا بكر) اسم (إن)، ويروى:(أبو بكر) بالرفع، إمّا لأن (من) زائدة على رأي الكسائي، وإما على إضمار الشأن، أي: أنه وما بعده مبتدأ وخبر: خبر (إن)، وإما على تقدير محذوف موصوف بالجار والمجرور، أي: إن رجلًا أو إنسانًا من أمنّ النَّاس؛ قاله ابن بَرِّي، وإما على مذهب من جوّز أن يقال: علي بن أبو طالب، وإما أن (إنّ) بمعنى: نعم.
(مُتخذًا) بكسر الخاء، اسم فاعل، مِن (اتخذ) المتعدي لمفعولين، أحدهما بحرف الجر، بمعنى: اختار، وتقديره هنا من النَّاس، أي: أن أبا بكر - رضي الله عنه - أهل لأن يتخذه النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - خليلًا لولا المانع، وهو أن قلبه الكريم لم يسع غير الله عَزَّ وَجَلَّ.
(خليلًا) هو الّذي ينقطع إليه بالكلية.
(أخوة) مبتدأ خبره محذوف، أي: أفضل من كلّ مودة لغير الإسلام، وسيأتي في الباب الثّاني:(ولكن أخوة الإسلام أفضل).
قال الداودي: ما أراه محفوظًا، فإن يكن محفوظًا فمعناه أن أخوة الإسلام دون المخالَّة أفضل من المخالة دون أخوة الإسلام، وإن يكن قوله:(لو كنت متخذًا غير ربي خليلًا) مرويًّا لم يجز أن يقول: أخوة الإسلام أفضل.