قال تعالى:{وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا}[الفرقان: ٣٨]، قال ابن عبّاس: ولو شاءَ - صلى الله عليه وسلم - لعلَّمه.
وقال ابن عبد البَرِّ، عن خَليفة بن خيَّاط، عن ابن الكلْبي، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عبَّاس: إن مِن عدنان إلى إسماعيل ثلاثين أَبًا.
قال: وليس هذا الإسناد ممّا يُقطَع بصحَّته، ولكنَّه عمَّن علم، والأنساب صعبةٌ.
وقال السُّهَيْلي: الأصح أنه من قول ابن مسعود، وروي عن عُمر.
قال: وأصحُّ شيءٍ روي فيما بعد عدنان ما ذكره أبو بِشْر الدُّولابي من طريق موسى بن يعقوب بن عبد الله بن وهب بن زمَعة الرَّبْعي، عن عمِّه، عن أُمِّ سلَمة، عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال: "مَعَدّ بن عدنان بن أُدَد بن زيد البري بن أعراق الثَّرى"، قالت أُمُّ سلمة: فزَيدٌ هو الهمَيْسَع، والبَرِّي هو نبت، وأعراق الثرى هو إسماعيل؛ لأنه من إبراهيم، وإبراهيم -عليه السّلام- لم تأْكُلْه النّار، كما أن النّار لا تأكُل الثَّرى.
قال (ش): أخرجه الحاكم من حديث خالد بن مَخْلَد، ثنا محمّد ابن يعقوب، عن عمه الحارث بن عبد الرَّحمن، عن أُمِّ سلَمة، وأخرجه أيضًا مرَّةً أُخرى عن عمه الحارث بن عبد الله بن زمَعة، عن أبيه، عن أُمِّ سلمة، وهذا أشبَهُ.
وقال الدَّارَقُطْني: لا يُعرف زيد إلا في هذا الحديث، وزيدٌ هو ابن الجَون، وهو أبو دُلامَة الشاعر.