وقد اكتفى البخاري بشُهرة ذلك في السِّيَر عن أن يُسنِدَه.
(وما أرادوا من الغدر) وهو أنَّه - صلى الله عليه وسلم - لمَّا كلَّمهم في الإعانة قالوا: نعم يا أبا القاسم، اجلسْ حتى تَطعَم، ونَقومَ، فنَتشاوَر، ونُصلِح أمرنا فيما جئتَنا فيه، فقعد رسول - صلى الله عليه وسلم - مع أبي بكرٍ، وعُمر، وعليٍّ، وغيرهم إلى جِدارِ حجرٍ من جُدُرهم، فاجتمَع بنو النَّضِير، وقالوا: مَن يصعَد على ظَهْر البيت، ويُلقي على محمَّدٍ صخرةً؟، وفي رواية: رَحًى، فيقتُلَه، ويُريحنا منه؛ فإنا لن نجدَه أقربَ منه الآن، فانتَدبَ عمْرو بن جَحَّاش -بجيمٍ، فمهملةٍ، فمعجمةٍ- لذلك، فأوحى الله تعالى إلى نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - بما ائتَمَروا به، فقامَ، وتهيَّأَ للقِتال، وخرَج إليهم فحاصَرَهم، وقطَع نخيلَهم، وحرَّقَها، فصالحوا على إخلاء سَبيلهم إلى خَيْبر، وإجلائهم من المدينة.
(وقال الزُّهَري) وصلَه عبد الرزَّاق.
(الذين كفروا)؛ أي: يَهود بني النَّضِير حين أجلاهُم، وحشَرهم إلى الشَّام، وهو أوَّل الحشر، والثاني حشرُهم يوم القيامة.
(وجعله ابن إسحاق)؛ أي: محمد بن إسحاق بن نَصْر، بفتح النون، وسكون المهملة، جعَل قِتال بني النَّضِير.