واعلم أن مناسبة هذا الحديث للترجمة: أن الغالب أن الأقارب والأضياف إذا اجتمعوا تجري بينهم مؤانسةٌ وإكرامٌ، وحديثه - صلى الله عليه وسلم - كلُّه علمٌ، فكان سمرًا بالعلم؛ إذ يبعدُ أن يجد ابن عبَّاس ولا يسأَله، ولا يكلِّمه أصلًا، وأيضًا فقوله: نامَ الغُلَيم خطابٌ له، أو لأهله، وأيًّا ما كان هو حديث فيه علمٌ.
قلتُ: قال بعضهم: ارتقاب ابن عبَّاس لأفعاله - صلى الله عليه وسلم - سَمَرٌ في العلم، وإن كان من سَمَر ابن عبَّاس، لكن الإِسْمَاعِيْلي قال: إنَّ هذا سَهَر لا سَمَر، إذ السَّمَر لا بُدَّ فيه من حديثٍ، وإدارته ابن عبَّاس من الشمال إلى اليمين عِلْمٌ لكن لا حديث فيه.
وللحافظ عبد الكريم جوابٌ آخر، وهو: أن من عادة البخاري أن يذكر في الحديث حكمًا ليس هو فيما أورده بل في باقي الحديث، وإن لم يكن قد أَوردَه.
وقد جاء في بعض طرق الحديث: أنَّه - صلى الله عليه وسلم - كان يحدِّث أهله وابن عبَّاس حاضرٌ، وحديثه لا يخلو من علم.
وفي الحديث من حِذْق ابن عبَّاس على صِغر سنه، ومن فضله حيث رصَد النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - طُول ليلته، وقيل: إن أباه أوصاه بذلك؛ ليطلع على عمله.
وقال شيخنا شيخ الإسلام البُلْقِيْني: إنما جاء يتقاضَى وعدًا كان