للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والاستِبطاء، فهُمَا متناسبان في مَجيء النَّصر بعد اليَأْس والاستِبعاد.

(فلقيت) هو كلام ابن أبي مُلَيْكة.

(معاذ الله) وجه إنكار عائشة على ابن عبَّاس وقراءةُ التَّخفيف تحتمل هذا المعنى أيضًا بأنْ يُقال: خافُوا أن يكون مَن معهم يُكذِّبونهم أنَّ مُراده أنَّ الرُّسُل ظَنُّوا أنَّهم مكذَّبون من عند الله لا من عنْدهم بقَرينة الاستِشهاد بالآية التي في البقرة.

فإن قيل: لو كان كما قالت عائشة لَقِيل: وتيقَّنوا أنَّهم قد كُذِّبوا؛ لأنَّ تكذيب القَوم لهم كان متيقَّنًا.

قيل تكذيب أتْباعهم من المؤمنين كان مَظنونًا، والمتيقَّن تكذيب الذين لم يُؤمنوا أصلًا.

وأما وجه كلام ابن عبَّاس، فقال في "الكشَّاف": وعن ابن عبَّاس أنَّهم ظنُّوا حين ضعُفوا وغُلبوا أنهم قد أُخلفوا ما وعَدَهم الله تعالى من النَّصر، وكانوا بشرًا، وتلا: {وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ} [البقرة:٢١٤]، فإنْ صحَّ هذا، فقد أَرادَ بالظَّن ما يَهجِس في القلب من شِبْه الوَسوسة، وحديث النَّفس على ما عليه البشَريَّة، وأما الظن الذي يترجَّح أحَدُ الجانبين فيه على الآخَر فغير جائزٍ على آحاد الأُمة، فيكف بالرسُل؟.

وذكر (خ) في وجه قول ابن عبَّاس: أنَّ مذهبه أنه لم يجز على الرسل أن يُكذِّبوا بالوحي الذي يأْتيهم من قِبَل الله تعالى، لكن يحتمل أن يُقال: إنهم عند تَطاوُل البلاء وإبْطاءِ نَجْز الوَعْد توهَّموا أن الذي جاءَهم من الوَحْي كان غلَطًا منهم، فالكَذِب متأَوَّل بالغلَط، كقولهم:

<<  <  ج: ص:  >  >>