في: أما زيدًا فأنا ضاربٌ: أنَّ (ضاربٌ) عاملٌ في (زيدًا)، سلَّمنا ولكن الظرف يُتوسع فيه، سلمنا، ولكن العامل:(مرَّ) مقدرًا دلَّ عليه: (مرَّ) المذكور؛ لأنَّها مفسِّرةٌ له، على أنَّ بين:(إذا) و (الفاء) أُخوةً، فيجاب بينا بالفاء كالجواب بـ (إذا)، كقوله تعالى:{إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ}[الروم: ٣٦].
على أن السؤال وارد لو أُجيب:(بينا) بـ (إذ)، أو (إذا)؛ لأنَّهما مضافان لما بعدها، والمضاف إليه لا يعمل في المضاف، فلا يعمل في ما قبله من بابٍ أَولى، وإذا كان مُشترَك الإلزام، فما كان جوابًا لهذا كان جوابًا لهذا.
(لا يجيء) قال السُّهَيْلي: النصب فيه بعيد؛ لأنَّه على معنى (أن)، ويجوز الجزم على جواب النهي، نحو: لا تَدْنُ من الأَسَد تَسْلَم، أي: لا تدنُ، وجوَّز ابن الأَبرش الرفع على القطع، أي: لا يجيء فيه شيءٌ تكرهونه.
قلت: إذا قدَّر في النصب أنَّ (لا) زائدةٌ، والأصل:(لا تسألوه) إرادة أن يجيء ساغ على رأي الكوفيين.
(لنسألنه) جواب قسم محذوف.
(يا با القاسم) حذف الهمزة من الأب تخفيفًا.
(فَقُمْتُ)؛ أي: حتى لا يتشوَّش مني.
(وانجلى)؛ أي: انكشف الوحي، أي: أمره عنه، أو انجلى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أثره.
(الروح) الأكثر أن المراد به رُوح الحيوان، سألوه عن حقيقته،