للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أي: يُغيظون الحسودَ حتى يَعَضَّ على أصابعه العَشْر، وكذا فسَّر هذا الحَرْفَ ابنُ مَسعود.

(من ورائه: قدامه) هذا قول أبي عُبَيد، وقُطْرُب: أنَّه من الأَضْداد.

وقال ابن عَرَفة: هذا غير محصَّل إلا أَمامًا وصُدورًا، وإنَّما يصلُح هذا في الأماكن والأَوقات، يَقول الرجل إذا وعَد وَعْدًا في رجَب لرمضَان، ثم قال: مِن وَرائك شَعْبان، فيجوز وإنْ كان أمامه؛ لأنَّه يُخلِّفه إلى وقْت وَعْده، ألا ترى إلى قوله تعالى: {وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ} [إبراهيم: ١٧] أي: يَدخُل في العَذاب، فيتخلَّف ما دخَل فيه وراءَه، وكذلك قوله تعالى: {وكَانَ وَرآءَهُم مَلِكٌ} [الكهف: ٧٩]، والملِك أَمامَهم، فجاز أنْ يقولَه؛ لأنه يكون أمامَهم ويطلبُهم، فهو من وَراءِ مَطْلبِهم، وإلى هذا ذهب الفَرَّاء.

وقال الأَزْهري في قوله تعالى: {مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ} [إبراهيم: ١٦]، معناه: ما تَوارَى عنك فاستَتر، ومنه قول النابغة:

ولَيْسَ وَراءَ اللهِ للمَرْءِ مَذْهَبُ

أي: بعد الله تعالى.

(عوجًا) هو بفتْح العين: ما كان مُنتصِبًا فمالَ كالعُود ونحوِه، وبالكسر في الأَرض، والدِّين ونحوِهما، قاله ابن السِّكِّيْت، وابن فارِس، وغيرهما.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>