(تصدى)؛ أي: تَتصدَّى، فحذف إحدى التاءَين، أي: تتَغافَل وقال في "الكشَّاف": أي: تتعرَّض له بالإقْبال عليه، وهذا هو المُناسِب المَشهور.
وقال الحافظ أبو ذَرٍّ: إنَّ تفسيره بتَغافَل عنه ليس بصحيحٍ، إنَّما يُقال: تصدَّى للأمر: إذا رفَع رأْسَه إليه، فأَمَّا تلهَّى فتَغافَل، وتَشاغَل عنه.
وقال السَّفَاقُسي: فقيل تتَصدَّى: تعرَّض، وهو الذي يَليق بتفسير الآية؛ لأنَّه لم يَتغافل عن المُشرِك، إنما تغافَلَ عمَّن جاءَه يَسعَى.
* * *
٤٩٣٧ - حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعبة، حَدَّثَنَا قتادَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى يُحَدِّثُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرآنَ وَهْوَ حَافظٌ لَهُ، مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ، وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ وَهْوَ يتعَاهدُهُ وَهْوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ، فَلَهُ أَجْرَانِ".
(مثل السفرة) في بعضها: (مع السَّفَرة)، قيل: معناه صفة كما في: {مَّثَلُ الجَنَّةِ} {الرعد: ٣٥].
(يتعاهده)؛ أي: يَضبطُه، ويَتفقَّدُه، والأفضل: مِنْهما هو الأَوَّل؛ لاعتِنائه بالحِفْظ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute