قوله:(في أول الإمام)؛ أي: أوَّل القُرآن، أي: اكتُب في أوَّله البَسملةَ فقط، ثم اجعَلْ بين كلّ سُورتَين خَطًّا علامةً للفاصِلة بينهما، وهذا مَذْهب حمزة من القُرَّاء السَّبْعة.
قال الدَّاوُدي: إنْ أرادَ خَطًّا مع بسم الله الرَّحمن الرَّحيم فحسَنٌ، وإنْ أرادَ خَطًّا وحدَه؛ فليسَ كذلك.
قال الزُّبَير: قلتُ لعُثمان: لِمَ لم تَكتُبوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ بين الأَنْفال وبَراءة؟، فقال: ماتَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ولم يُبيِّنْه، وأشكَلَ علينا.
فإن قيل: ما وجْه تَخصيص البُخاري هذا الكلام بهذه السُّورة، وما وَجْه تعلُّقه بها؟
قيل: لمَّا قال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}[العلق:١] أَشعَر بأنَّه يبدأُ كلَّ سُورةٍ باسمِ الله، فأَرادَ أنْ يُبيِّن أن الحسَن قال: إذا ذُكر اسم الله في أوَّل القُرآن كان عامِلًا بمقتضَى هذه الآية.