رَبَاعِيتهُ، وَكَانَ عَلِيٌّ يَخْتَلِفُ بِالْمَاءِ فِي الْمِجَنِّ، وَجَاءَتْ فَاطِمَةُ تَغْسِلُ عَنْ وَجْهِهِ الدَّمَ، فَلَمَّا رَأَتْ فَاطِمَةُ -عَلَيْهَا السَّلَامُ- الدَّمَ يَزِيدُ عَلَى الْمَاء كَثرَةً عَمَدَتْ إِلَى حَصِيرٍ، فَأحْرَقَتْهَا وَألصَقَتْهَا عَلَى جُرْحِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرَقَأ الدَّمُ.
(البَيضة) ما يُتخذ من الحديد كالقُلنسوة.
(رَبَاعِيته) بفتح الراء وتخفيف الموحدة والباء: السِّنُّ الذي يلي الثَّنِيَّة، وذلك أن أولَ الأسنان في مُقدَّم الفم أربعةٌ: ثنايا من أعلى وأسفل، ثم أربعُ رَبَاعياتٍ، ثم أربعُ أنيابٍ، ثم أربعةُ ضواحكَ، ثم الأَرحاءُ.
(يَختلف)؛ أي: يجيء ويذهب.
(المِجَنّ) بكسر الميم: التُّرْس.
(فأحرَقَتْها) أنَّثَ الضميرَ باعتبار القطعة منه.
(فرَقَأ) بالهمز، أي: انقطع.
قال المُهلب: قَطْعُ الدم بالرماد معمولٌ به قديمًا، وأما الماءُ فَلِيَجمدَ الدمُ ببرده؛ لكن إذا كان الجرحُ غيرَ غائرٍ، وإلا فلا تُؤمَن من آفة الماء وضرره.