للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا الأَسْوَدِ الدِّيلِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ - رضي الله عنه - حَدَّثَهُ، قَالَ: أتيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ أَبْيَضُ وَهْوَ نَائِمٌ، ثُمَّ أتيْتُهُ وَقَدِ اسْتَيْقَظَ، فَقَالَ: "مَا مِنْ عَبْدٍ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ، إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ"، قُلْتُ: وإنْ زنَى وإنْ سَرَقَ؟ قَالَ: "وإنْ زنَى وإنْ سَرَقَ"، قُلْتُ: وإنْ زَنَى وإنْ سَرَقَ؟ قَالَ: "وإنْ زَنَى وإنْ سَرَقَ"، قُلْتُ: وإنْ زَنَى وإنْ سَرَقَ؟ قَالَ: "وإنْ زَنَى وإنْ سَرَقَ عَلَى رَغْم أَنْفِ أَبِي ذَرٍّ"، وَكَانَ أَبو ذَرٍّ إذَا حَدَّثَ بِهَذَا قَالَ: وإنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: هَذَا عِنْدَ الْمَوْتِ أَوْ قَبْلَهُ، إِذَا تَابَ وَنَدِمَ وَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ غُفِرَ لَهُ.

الثاني:

(وعليه ثوبٌ أبيضُ، وهو نائمٌ) أراد بذكر ذلك تقريرَ التثبيت والإتقان فيما يرويه ليتمكَّن في قلوب السامعين.

(وإن زَنَا) فيه استفهامٌ مُقدَّرٌ، أي: وإن هذه المعصيةَ مُتعلقة بحقِّ الله.

(وإن سَرقَ) معصيةٌ مُتعلقة بحقِّ الناس.

(رَغِمَ)؛ أي: لصقَ بالرَّغام، وهو التراب، ويُستعمَل مجازًا بمعنى: كَرِهَ أو ذَلَّ، من إطلاق السبب على المُسبِّب، وأما تكريرُ أبي ذَرٍّ فلاستعظام شأن الدخول مع مباشرة الكبائر، وتعجُّبه منه، فقابَلَه النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بتكرير ذلك إنكارًا لاستعظامه وتحجيره واسعًا، وهو من

<<  <  ج: ص:  >  >>