للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ تَعَالَى، مَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَهْوَ فِي كتَابِ اللهِ: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ}؟

(الواشِمات) من الوَشم بالمعجمة، وهو غَرزُ الإبرة وذَرُّ النِّيلَج (١) عليه، والاستيشام: طلبُ ذلك. قال الفقهاء: ما وُشِمَ يصير نجسًا، فإن أمكنَ إزالتُه وجبَتْ، وإن أَورَثَ ذلك شَينًا أو تَلفَ شيءٍ فلا.

(والمُتنمِّصات) بالمهملة، من التنميص، وهو نتفُ الشَّعر، ولا سيما من الوجه، فالنامصةُ: هي التي تُزيل الشَّعرَ من الوجه، والمُتنمِّصة: هي التي يُفعَل بها ذلك.

(للحُسن) اللام للتعليل؛ احترازًا مما لو كان للمعالجة، أي: لا لغير إرادة التحسين، وهو مُتعلِّقٌ بالأخير، وهو لفظ (مُتفلِّجات)، ويُحتمَل التعلُّقُ بالكلِّ من باب تَنازُع الأفعال فيه.

(المُغيِّرات) كالتعليل لوجوب اللَّعن.

(ما لي) استفهامٌ أو نفيٌ، وسيأتي: أن أمَّ يعقوب قالت لعبد الله: لِمَ تَلعنُهنَّ؟ فقال ذلك.

(فَخُذُوُهُ)؛ أي: فمَن لعنَه الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - فالعَنُوه، أو لأنه إذا نَهَى عن شيءٍ، ففعلَه كان ظالمًا، واللهُ تعالى يقول: {أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: ١٨].

* * *


(١) جاء على هامش الأصل: "وهو النيل".

<<  <  ج: ص:  >  >>