بعضَ انقطاع؛ لأن الشرطَ وجوابَه مُستأنَفٌ، ولأن النفيَ في الشرط أكثرُ ما ورد بـ (لم) لا بـ (لا)، نحو:{وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ}[الفتح: ١٣]، {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ}[الحجرات: ١١]، وإن كان الآخرُ جائزًا، كقول زهير:
ومَن لا يَظلِمِ الناسَ يُظلَمِ
* * *
٥٩٩٨ - حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: جَاءَ أَعْرَابِي إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: تُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ، فَمَا نُقَبِّلُهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَوَ أَمْلِكُ لَكَ أَنْ نزَعَ اللهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ".
الخامس:
(أَوَ أَملكُ) بهمزة الاستفهام التوبيخي، ومعناه النفيُ، أي: لا أَقدِرُ أن أَجمعَ الرحمةَ في قلبه، ولم يَضَعْها اللهُ فيه، وفي "مسلم": (وأَملكُ) بلا ألفِ استفهامٍ، والواوُ للعطف على مُقدَّرٍ بعدها، أي: أتقول: وأملك.
(أَن نزَع) بفتح الهمزة، ومفعول (أملك): محذوف، أي: لا أَملكُ النزعَ، وإلا ما كنتُ أنزعُه، أو حرفُ الجرِّ مُقدَّرٌ، أي: لا أَملكُ لك شيئًا؛ لأَنْ نزعَ اللهُ الرحمةَ من قلبك، وفي بعضها بكسر (إن).