للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(تحسَّسوا ولا تجسَّسوا) الأولى بالحاء، والثانية بالجيم، قال الحَربي: هما بمعنًى واحدٍ، وهو البحثُ عن بواطن الأمور، وقيل: بالجيم: تَطَلُّب الأخبار من غيره بالسؤال والبحث عن عورات الناس، وبالحاء: إذا تولَّى ذلك بنفسه، وقال في "الفائق": بالجيم: تَعَرُّفُ الخبر بلُطفٍ، ومنه: الجاسوس، وجسَّ الطبيبُ اليدَ، وبالحاء: تطلُّب الشيءِ بحاسةٍ، كالتسمُّع على القوم.

(تدابَرُوا)؛ أي: تَهَاجَرُوا، بأن يُوليَ كلُّ واحدٍ منهما صاحبَه دُبرَه.

(عبادَ) بالنصب خبر (كان)، وما بعدَه حالٌ أو منادًى، و (إخوانًا) خبر (كان)، والمؤمنون وإن كانوا إخوةً لكن المأمورَ به لازمُ الأخوَّة، وهو التعاطُفُ، أو كُونُوا كالإخوة الحقيقية.

* * *

٦٠٦٥ - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَنسُ بْنُ مَالِكٍ - رضي الله عنه -: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أيامٍ".

الثاني:

(أن يَهجُرَ) محلُّه إذا لم يكن لأمرٍ دينيٍّ، فقد أَمرَ - صلى الله عليه وسلم - بهجران كعبٍ ورفيقَيه لمَّا تخلَّفُوا عن غزوة تَبُوك، فهُجِرُوا خمسين يومًا حتى نزلَتْ

<<  <  ج: ص:  >  >>