رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "قَالَ اللهُ يَسُبُّ بَنُو آدَمَ الدَّهْرَ، وَأَنَا الدَّهْرُ، بِيَدِي اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ".
الحديث الأول:
(وأنا الدَّهر)؛ أي: المُدبِّر، أي: صاحبُ الدهر، أو مُقلِّبُه أو مُصرِّفُه، ولهذا عقبَه بقوله:(بيدي الليلُ والنهارُ)، ويُروَى:(الدهرَ) بالنصب، أي: أنا باقٍ أو ثابتٌ في الدهر.
قال (خ): كانوا يُضيفون المصائبَ إلى الدهر، وهم في ذلك فريقان: دَهرِيةٌ، ومعترفةٌ بالله تعالى؛ لكن يُنزهونه أن تُنسَبَ إليه المَكارهُ، فيُضيفونها إلى الدهر، والفريقان كانوا يَسبُّون الدهرَ، ويقولون: يا خَيبةَ الدهر! فقال لهم: لا تَسُبُّوه، على معنى أنه الفاعل، فإن اللهَ هو الفاعلُ؛ فإذا سبَبتُم الذي أَنزلَ بكم المَكارهَ رجع إلى الله تعالى، فمعناه: أنا مُصرِّفُ الدهر، فحُذفَ اختصارًا للفظٍ واتساعًا، وسبق الحديثُ في (سورة الجاثية)، وهو من الأحاديث القُدسية.
* * *
٦١٨٢ - حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"لَا تُسَمُّوا الْعِنَبَ الْكَرْمَ، وَلَا تَقُولُوا خَيْبَةَ الدَّهْرِ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ".