للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثاني:

(هند) بالصَّرف وتركه.

(الخزائن)؛ أي: الرحمة، لقوله تعالى: {خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي} [الإسراء: ١٠٠].

(الفتن)؛ أي: العذاب؛ لأنها أسبابه، وهو من المعجزات؛ لِمَا وقع من الفتنِ بعدَ ذلك وفتحِ الخزائنِ حين تسلَّط الصحابةُ على فارسَ والرُّومِ، وسبق شرحُ الحديث في (كتاب العلم).

واعلَمْ أن هذا الحديثَ يقع في بعض النُّسَخ قبلَ (باب التكبير)، وحينَئذٍ لا يناسب ترجمةَ ذلك الباب.

قال (ط): قلت للمُهلَّب: ليس حديثُ أُمِّ سَلَمة مناسبًا للترجمة؟ فقال: إنما هو مُقوٍّ للحديث السابق، وهو أنه ذكرَ أن لكلِّ نفسٍ بحكم القضاء والقَدَر مَقعدًا من الجنة والنار، أكَّدَ التحذيرَ من النار بأقوى أسبابها، وهي الفتنُ والطُّغيانُ والبَطَرُ عندَ فتح الخزائن، ولا يقتصر في ذِكرِ ما يوافقُ الترجمةَ ثم إتباعِه بما يُقوِّي معناه، وقال أيضًا: عادةُ العرب أخذُ العصا عندَ الكلام والخُطَب وغيره، والشُّعوبيةُ -وهم طائفةٌ تُفضِّل العجمَ على العرب- أنكروا ذلك عليهم، وهو جهلٌ منهم، وكيف لا وقد كان لموسى -عليه الصلاة والسلام- عصًا، وجمعَ اللهُ تعالى له فيها من البراهين العِظَام ما جمعَ، وكان لسليمانَ -عليه الصلاة والسلام- مِنْسَاةٌ يتخذُها في مُصافَّاتِه وصلواتِه وخُطَبِه؛

<<  <  ج: ص:  >  >>