بأنه يحب لقاءه، لا أن محبتَه لقاءَ الله سببٌ في محبةِ اللهِ لقاءه، وكذا يؤوّل في جانب الكراهة.
(أمامه) متناول للموت أيضًا، فإن قيل: قد نفاه - صلى الله عليه وسلم - خصوصًا، وأثبته عمومًا، قيل: وجهُه: أنه نفى الكراهة التي في حال الصحة، وقيل: الاطلاع على حاله، وأثبت التي في حال النزع، وبعد الاطلاع، فلا منافاة.
قال (ن): المعتبر هو الذي يكون عند النزع في حالة لا تقبل التوبة، فحينئذ يكشف لكل إنسان ما هو صائر إليه، فأهلُ السعادة يحبون الموتَ، ولقاءَ الله؛ لينتقلوا إلى ما أعد لهم، ويحب الله لقاءهم؛ ليجزلَ لهم العطاءَ والكرامة، وأهلُ الشقاوة يكرهونه؛ لما علموا من سوء ما ينتقلون إليه، ويكره الله لقاءهم؛ أي: يبعدهم عن رحمته، ولا يريد لهم الخير.
وقال (خ): محبةُ اللقاء إيثارُ العبدِ الآخرةَ على الدنيا، فلا يحبُّ طولَ القيام فيها؛ لكن يستعدُّ للارتحال عنها، والكراهةُ بِضِدّ ذلك، ثم اللقاءُ على وجوه، منها: البعث؛ كما في قوله تعالى:{قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ}[الأنعام:٣١]، ومنها: الموت؛ كما في قوله تعالى:{مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ}[العنكبوت: ٥].
(اختصره أبو داود)؛ أي: سليمان الطيالسي، وهذه في "مسنده" وصلها الترمذي.