(لا تخيروني)؛ أي: تفضِّلوني، والنبي - صلى الله عليه وسلم -، وإن كان أفضل الخلق؛ لكن قصد بهذا النهي عن تفضيلٍ يلزم منه نقصٌ أو غضاضةٌ، أو يلزم منه خصومةٌ، أو قاله تواضعًا، أو قبل إعلامه بأنه سيدُ ولدِ آدمَ.
قال (ط): أو: لا تفضلوني عليه في العمل، فلعله أكثرُ عملًا مني، والثوابُ بفضل الله تعالى، لا بالعمل، أو: لا تفضلوني في البلوى والامتحان؛ فإنه أعظمُ محنةً مني، وأكثرُ إيذاءً وبلاء.
(يصعَقون) بفتح العين: من صعق: إذا غُشِيَ عليه.
(استثنى الله)؛ أي: في قوله تعالى: {إلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ}[الزمر:٦٨]، وسبق في (باب الخصومات).
* * *
٦٥١٨ - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَج، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "يَصْعَقُ النَّاسُ حِينَ يَصْعَقُونَ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ قَامَ، فَإِذَا مُوسَى آخِذٌ بِالْعَرْشِ، فَمَا أَدْرِي أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ"، رَوَاهُ أَبُو سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -.