للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٧٧٢ / -م - وَعَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِهِ، إلا النُّهْبَةَ.

(ولا يشرب الخَمْرِ) قال ابن مالك: هو ممّا حذف فاعله.

(نَهْبة) بفتح النون: مصدر، وبضمها: المال المنهوب؛ أي: لا ياخذ الرَّجل مال غيره قهرًا وظلمًا، وهم ينظرون إليه، ولا يقدرون على دفعه.

(يرفع النَّاس)؛ أي: لأن العادة أن رفعهم إنّما هو في نحو الغارات، والظلم الصريح، أنها لفظ: (حين)، فيحتمل أن يتعلّق بما قبله وما بعده؛ أي: لا يشرب في أي حين كان، أو وهو مؤمن حين يشرب، وفي الحديث التنبيهُ على سائر أنواع المعاصي؛ لأنها إمّا بدنية؛ كالزنا، أو مالية سرًّا؛ كالسّرقة، أو جهرًا؛ كالنُّهْبة، أو عقلية؛ كالخمر، فإنها مزيلة له.

(وهو مؤمن) تعلّق به المعتزلة على نفي الإيمان عن صاحب الكبيرة، وجوابُه: أنه من باب التغليظ؛ لقيام الدّليل على أنه لا يخرج بالمعصية عن الإيمان، أو نفي الكمال في الإيمان، أو يحمل على المستحل، أو المراد: ينزع منه نور الإيمان؛ كما قال ابن عبّاس، أو الإنذار بزوال الإيمان إذا اعتاده، فمن حام حول الحمى، يوشك أن يقع فيه، وسبق الحديث في (كتاب المظالم).

(إلا النُّهْبة)؛ أي: فإنّه لم يذكرها في حديثه.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>