(عن رجل لم يُسمِّه) قال (ك): قالوا: هو هشامُ بنُ حسانَ القُرْدُوسِيُّ -بضم القاف والمهملة وسكون الراء، ثم واو ومهملة-، وقال غيره: هو عمرُو بنُ عُبيد رأسُ الاعتزال، وإنما ساق الحديث من طريقه؛ ليبين غلطه فيه.
(ابن عمِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)؛ يعني: عَلِيًّا - رضي الله عنه -.
(تواجه المسلمان)؛ أي: ضرب كلٌّ منهما وجهَ الآخر؛ أي: ذاته.
(من أهل النار)؛ أي: مستحقٌّ لها، وقد يعفو الله عنه، والمراد في الحديث: المتواجهان بلا اجتهاد، ولا تأويل؛ أما عليّ ومعاوية - رضي الله عنهما -، فمجتهدان؛ لكن معاوية مخطئ، فله أجر واحد، وعليٌّ مصيبٌ، فله أجران، وأما امتناعُ أبي بكرة من مساعدة عليّ، وهو الإمام الحقّ، والمقاتل له بُغاة، والعادلُ تجب مساعدتُه؛ فلعل الأمر لم يكن بعدُ ظهرَ لهُ، وكل قضية صدرت من الصحابة في ذلك ناشئةٌ عن اجتهاد، وكلّ طائفة تظن أنها المحقَّةُ، ومن امتنع من القتال؛ فإنما هو لكون الأمر مُشْكلًا عندهُ لم يتضح، وسبق الحديث في (كتاب الإيمان).