للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النَّاسَ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ.

(باب: الاقتداء بسُنَن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -)

قوله: (قال: أئِمّةً)؛ أي: استعمل الإمام هنا بمعنى: الجمع؛ بدليل: (اجعلْنا)، فإن قيل: الإمام هو المقتدَى به، فمن أين استفاد المأمومية؛ حتى ذكر المقدمة الأولى أيضًا؟ قيل: هي لازمة؛ إذ لا يكون متبوعًا لهم إلا إذا كان تابعًا لهم؛ أي: ما لم يتبع الأنبياء، لا يتبعه الأولياء، ولهذا لم يذكر الواوين المقدمتين، وقال في (كتاب التفسير): (قال مجاهد: أي: اجعلنا مِمّن نقتدي بمن قبلنا؛ حتى يقتدي بنا مَن بَعْدَنا).

(هذه السُّنَّة)؛ أي: سُنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهي إشارة إلى نَوْعِيّة، لا شَخْصِيّة.

(أن يتفهموه) عبر في القرآن بالتفهم، وفي السُّنَّة بالتعلم؛ لأن الغالب على المسلم: أن يتعلم القرآن في أول أمره، فلا يحتاج إلى الوصية بتعلمه؛ بل لفهم معناه، وإدراك منطوقه وفحواه.

(فيدَعُوا)؛ أي: يتركوا الناس؛ أي: لا يتعرضوا لهم، رحمَ اللهُ امرأً شغله خُويصةُ نفسِه عن غيره؛ نعم، إن قدر على إيصال خير، فبها ونِعْمَت، وإلا، فتركُ الشَرِّ خيرٌ كثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>