(فيحدّ لي)؛ أي: يعيِّنُ قومًا مخصوصين للتخليص، وذلك إما بتعيين ذواتهم، وإما ببيان صفاتهم.
(حبسَهُ القرآنُ)؛ أي: حكم في القرآن بخلوده، وهم الكفار؛ قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ}[النساء: ٤٨]، ونحوه؛ فالإسنادُ فيه مجازيٌّ، وهذا يدلُّ على شفاعته للتخليص من النار، وأولُ الحديث يُشعر بأن الشفاعة في العَرَصات بخلاص جميعِ أهل الموقفِ من أهواله، والجوابُ: أن له شفاعاتٍ متعددةً. وسبق في (سورة بني إسرائيل).
(وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -) هو داخلٌ في الإسناد السابق، لا تعليقٌ، ولا إرسالٌ، فقد أخرجه في (كتاب الإيمان) عن هشامٍ، عن قتادةَ، عن أنسٍ.
(من الخير)؛ أي: الإيمان.
(يزن)؛ أي: يَعْدِل.
(ذَرّة) بفتح الذال، وفيه: أنه لا بدَّ من التصديق بالقلب، والإقرار باللسانِ للنجاةِ من النار، وبيانُ أفضلية النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - على الكل؛ حيث أتى بما خاف منه غيره، وقُبلت شفاعتُه، وهذا هو الحكمة في الترتيب، وعدم الافتتاح بالاستشفاع عنده، وهي الشفاعة الكبرى العامة للخلائق كلهم، وهو المقام المحمود، وأما ما نُسب إلى الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - من الخطايا؛ فإما قبل النبوة، أو هي صغائرُ صادرةٌ بالسهو، أو قالوها تواضُعًا، وإن حسناتِ الأبرارِ سيئاتُ المقربين، ونحو ذلك.