للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ، أَيْ: وَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ"، قَالَ: ثُمَّ تَلَا هَذِهَ الآيَةَ: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} , قَالَ: وَهَذَا الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِي وُعِدَهُ نبَيُّكُمْ - صلى الله عليه وسلم -.

الخامس:

(إلا كما تضارون) وأنتم لا تضارون في ذلك، فلا تضارون أصلًا.

(أصحاب الصليب)؛ أي: النصارى.

(وغُبَّرات) بالضم وتشديد الموحدة: جمع الغابر التفاتًا؛ أي: الموجودين من اليهود والنصارى، وهو بالرفع والجر.

(السراب) هو الذي يتراءى للناس في القاع المستوي وسطَ النهار في الحرِّ الشديد لامعًا، يحسبه الظمآن ماء.

(كذبتم)؛ أي: في جعلِ عُزَيْرٍ ابنَ الله، وإلا، فهم صادقون في عبادتهم له، فالتكذيبُ، وإن لم يكن في نفس إخبارهم بعبادته، فهو فيما تضمَّنَه من نسبة النبوة، أو أنهم ادعوا عبادةً مقيدة، فكذبوا بنفيها بقيدِ أنها مقيدة.

(فارقناهم)، أي: الناسَ في الدنيا، وكنا في ذلك الوقت أحوجَ إليهم منا في هذا اليوم، فكلُّ واحد هو المفضل، والمفضل عليه؛ لكن باعتبار زمانين؛ أي: نحن فارقنا أقاربنا وأصحابنا ممن كانوا يحتاج إليهم في المعاش؛ لزومًا لطاعتك، ومقاطعةً لأعداء الدِّين،

<<  <  ج: ص:  >  >>