(مَتَّى) -بفتح الميم وتشديد المثناة والقصر- أبو يونسَ عليه الصّلاة والسلام، فلذلك عقبه بقوله:(ونسبه إلى أبيه)، وهي جملة حالية، وقيل: إنها أُمه، فمعنى:(ونسبه إلى أبيه): أنه ذكر مع ذلك اسم أبيه، والأولُ أصحُّ عند الجمهور، وإنّما خص من بين الأنبياء بذلك؛ لئلا يتوهم فيه غضاضة بسبب نزول:{وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ}[القلم: ٤٨]، وأمّا قولُه أوَّلًا:(أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونس بْنِ مَتَّى)، فلفظةُ (أنا) ساقطةٌ في بعض النسخ، وعلى ثبوتها، فيحتمل أنها كنايةٌ عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، أو عن كلّ متكلم، وعلى الأوّل، فيحتمل أنه قاله قبل أن يعلم بأنه سيدُ الخلق وخيرُهم، أو قاله تواضعًا، وهضمًا لنفسه - صلى الله عليه وسلم -، أو غير ذلك، وله أجوبةٌ أخرى سبقت مرارًا، وروايةُ:(هو خير)، تقوّي أَنَّ (أنا) لمطلق المتكلم.