(٢) ذكر ذلك النووي في «تهذيب الأسماء واللغات» (١/ ٢٠)، لكن مر إثبات أن غزوة المريسيع كانت قبل غزوة الخندق؛ لأن فيها-أي: في المريسيع-ذكر سعد بن معاذ، وقد استشهد بعد الخندق، وحديثه في «الصحيح»، فيتعين أنها قبل الخندق، وقد ذكرها النووي نفسه في السنة السادسة! ! أما استشهاد النووي بحديث ابن عمر في «الصحيح» (خ ٢٦٦٤): (أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم عرضه يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني، ثم عرضني يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة فأجازني) .. فأجاب الحافظ عن ذلك في «الفتح» (٥/ ٢٧٨) حيث قال: (وأكثر أهل السير أن الخندق كانت في سنة خمس من الهجرة وإن اختلفوا في تعيين شهرها، واتفقوا على أن أحدا كانت في شوال سنة ثلاث، والبخاري جنح إلى قول موسى بن عقبة في «المغازي»: إن الخندق كانت في شوال سنة أربع، لكن اتفق أهل المغازي على أن المشركين لما توجّهوا من أحد .. نادوا المسلمين: موعدكم العام المقبل بدر، وأنه صلّى الله عليه وسلم خرج إليها من السنة المقبلة في شوال فلم يجد بها أحدا، فتعيّن ما قال ابن إسحاق: إن الخندق كانت في سنة خمس، وقد أجاب البيهقي وغيره بأن قول ابن عمر: «عرضت يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة» أي: دخلت فيها، وأن قوله: «عرضت يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة» أي: تجاوزتها، فألغى الكسر في الأولى وجبره في الثانية، وهو شائع مسموع في كلامهم، وبه يرتفع الإشكال المذكور، وهو أولى من الترجيح، والله أعلم) اهـ وذكرها في الخامسة كل من الواقدي في «المغازي» (٢/ ٤٤٠)، وابن سعد في «الطبقات» (٢/ ٧٠)، وابن الجوزي في «المنتظم» (٢/ ٣١٧)، وابن الأثير في «الكامل» (٢/ ٦٥)، والذهبي في «التاريخ» (٢/ ٢٩٦) وجزم أنها في الخامسة بعد مناقشة الأقوال، وهذا هو الراجح، والله أعلم. (٣) أخرجه البخاري (٤١١٧)، ومسلم (١٧٦٩). (٤) أخرجه البخاري (٩٤٦)، ومسلم (١٧٧٠).