٣٤١ - حدثنا مُحَمَّدُ بنُ كَثيرٍ، أخبرناَ شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَم، عَنْ ذَرٍّ، عَنِ ابنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ عَمَّارٌ لِعُمَرَ: تَمَعَّكْتُ فأتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقَالَ:(يَكْفِيكَ الوَجْهَ وَالكَفَّينِ).
الحديث الثاني:
(كثير) بالمثلَّثة.
(يكفيك الوجه والكفين) وفي بعضِها: (واليدين)، والأحسَنُ رفعُ الوَجه، وحينئذٍ فإنْ عَطَفَ عليه (الكفَّانِ) -كما قال ابنُ مالك أنَّها رواية- فواضح، وأمَّا رواية:(والكفين)؛ فيحتملُ أنَّه منصوبٌ على أنَّ الواوَ بمعنَى (مع)، وأنَّه مجرورٌ على أنَّ الأصلَ: ومسحُ الكفَّين، فحُذِف المُضاف وأُبقِيَ الجَرُّ، وجوَّز ابنُ مالك أن يكونَ الأصل: يكفِي كالوَجه واليَدَين، والكافُ زائدةٌ كما في:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى: ١١]، والأصلُ: يكفِي الوَجهُ والكفَّان.
قال: ويجوزُ على هذا الوَجهِ رفعُ اليَدَين عَطفًا على مَحلِّ الوَجه، فإنَّه فاعل، فتَلَخَّص: أنَّ (الكفَّين) مَرفوعٌ وإنْ جُرَّ بحرفِ جزّ زائد، أو مَجرورٌ بحَذفِ مُضافٍ، أو منصوبٌ.