(يريد بذلك وجه الله)؛ أي: ذاتَ الله عز وجل، فانتفَتْ عنه الظِّنَّة، وأنَّه لا شكَّ في إيمانه باطنًا وظاهرًا.
(ونصيحته إلى) إنَّما عُدّي هنا بـ (إلى) وإنْ كان تعديتُه باللَّام؛ لتضمُّنه معنى الانتهاء.
(حرم على النَّار)؛ أي: الدُّخول مُؤبَّدًا، أما العُصاة فإذا شاءَ أدخلَهم، ولكن يخرجون.
(يبتغي)، أي: يَطلُب، وإنَّما لم يَذكُر معها: محمَّدٌ رسولُ الله، إمَّا لتلازمهما فهي شعارُ الإيمان, أي: بتمامها.
(الحُصين) بمهملتين مضمومةٍ ثم مفتوحةٍ، ثم مُثنَّاةٍ تحتُ ساكنةٍ، ثم نون.
قال الغَسَّاني: كان أبو الحسن القابِسي يَهِمُ في هذا الاسم فيقوله بإعجام الضَّاد.
(سراتهم) بفتح المُهمَلة جمع سَرِيٍّ، وهو السَّيِّد، وجمعُ فَعِيْل على فَعَلة من المجموع العزيزة، وجمع السَّراة سَرَوات.
(بذلك)؛ أي بالحديث المَذكور.
فإن قيل: محمود صحابيٌّ عَدْلٌ، فلِمَ سأَل الزهريُّ غيرَه؟
فالجواب: إمَّا للتَّقْوية واطمئنانِ القَلْب، وإما لتحمُّله في الصِّبَا، وفي مثله خلافٌ، وإما لكونه رواه مُرسلًا، وإن كان مُرسَل صحابيٍّ؛ لأنَّه كان صغيرًا في الواقعة، نعَمْ، يحتمل أنَّه سمعه من عِتْبَان؛ فإنَّه قال: إنَّ عِتْبَان، وهو عند الجمهور كـ (عَنْ) محمولٌ على السَّماع