للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الثاني:

(أول) بالرَّفْع بدلٌ من الصَّلاة، أو مبتدأٌ ثانٍ، ويُنصب على الظَّرفية، أي: في أوَّل.

(ركعتان) خبر المبتدأ، ورُوي: (ركعتين) بالياء على أنه حالٌ سدَّ مَسَدَّ الخبَر، كقول الشاعر:

الحربُ أولُ ما تكون فتيَّةً ... تَسعى بزينتها لِكُلِّ جَهول

واعلم أن الحديث لا دلالةَ فيه للحنفيَّة على وُجوب القَصْر لوجوه، منها:

منها: لو كان هذا على ظاهره لمَا جاز لعائشة أن تُتِمَّ، وأيضًا هي (١) راوية (٢) الحديث، وقد خالفتْهُ، فلا يُعمل بالرِّواية عندهم.

ومنها: أنه خبرُ واحدٍ لا يُعارِض القُرآن في: {أَنْ تَقْصُرُوا} [النساء: ١٠١] المُقتضي أنَّها في الأصل عامٌّ، وأيضًا فقوله: (الصلاة)، مخصَّصٌ بغير المغرب والصُّبح، وفي حُجَّة العامِّ إذا خُصَّ خلافٌ.

وقال (ط): (فَرَضَ) يأتي لغير الإيجاب بمعنى: قدَّرَ؛ كـ: فرَض القاضي النَّفَقة، أو: بين نحو: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} [التحريم: ٢].

وقال الطَّبَري: فُرِضت لمن اختار ذلك من المُسافِرين، ونظير


(١) في الأصل: "في"، والمثبت من "ف" و"ب".
(٢) في جميع النسخ: "رواية".