للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَمَسْؤلٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ" فَإِذَا لَمْ يَكُنْ مِنْ سُنَّتِهِ، فَهُوَ كَمَا قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [فاطر: ١٨]، وَهُوَ كقَوْلِهِ {وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ} ذُنُوبًا {إلَى حِملِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيءُ}، وَمَا يُرَخَّصُ مِنَ الْبُكَاءِ فِي غَيْرِ نَوْحٍ.

وَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا" وَذَلِكَ لأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ.

(باب قَول النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "يُعذَّبُ ببُكاء أهله عليه")

هو ما وصلَه في الباب عن ابن عبَّاس، عن ابن (١) عُمر.

(من سنته)؛ أي: من طَريقته وعادته.

ووجه الاستدلال بالآية: أن أهل الشخص يقتدون به، فإذا تسبَّب في تبعيَّتهم له بفعْل شيءٍ فلم يقِهم النَّارَ، وبالحديث ما رعَى نفْسه حيث ناحَ، ولا رعتْه أهلُه؛ لأنهم يتعلَّمون منه، ويحتمل أنه أراد بالسُّنَّة وصيَّته لأهله بذلك.

(كلكم راع) وصلَه البخاري مرَّاتٍ سبَقتْ، وتأتي.

(كما قالت عائشة)؛ أي: مستدِلَّةً بالآية، ومعناها: لا تحمِل نفْسٌ حاملةٌ حِمْلَ أُخرى، أي: لا تُؤاخذ نفسٌ بغير ذنْبها.

(وما يرخص) إما عطفٌ على أول التَّرجمة، إما على: (كما


(١) "ابن" ليست في الأصل.