للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الصالحين، فيَمتنع من مُلابسة شيءٍ من النقائص احتراما واستحياءًا، فكيف لمَن لا يَزال الله مطَّلِعا عليه في سِرِّه وعلانيته.

وقال (ع): اشتمل الحديث على شرح جميع وظائف العبادة الظاهرة والباطنة من العقائد، وأعمال الجوارح، وإخلاص السرائر، والتحفُّظ من آفات الأعمال، فعُلوم الشريعة راجعةٌ إليه، متشعِّبةٌ منه.

وقال (خ): اختلاف هذه الأسماء الثلاثة يُوهم افتراقًا في أحكامها، وليس كذلك، إنما هو اختلاف ترتُّب وتفضيل لما تضمنه اسم الإيمان من قولٍ وفعلٍ وإخلاصٍ، فأشار في الإحسان إلى الإخلاص، ولم يكن خارجًا عن الجوابَين الأولين، ولهذا في قصَّة الوفْد جعَل الكلَّ إيمانا.

قال (ك): وعُلم منه أن الرُّؤية لا يُشترط فيها خُروج الشعاع ولا انطِباع صورة المرئيِّ في الحدَقة، ولا مُواجهةٌ، ولا مقابلةٌ، ولا رفْع الحجُب، فيجوز أنَّ الله تعالى يُرى يوم القيامة بحالةٍ يخلقها في الحاسَّة؛ إذ هذه الأمور إنما هي في الرُّؤية العادية، ولهذا جوَّز الأشاعرة أنْ يَرى أعمى في الصّين قُبَّةَ الأندلس.

(بأعلم) الباء زائدةٌ لتأْكيد معنى النَّفي، والمراد نفْي علمِ وقْتها؛ إذ الوجود مقطوعٌ به، نعَمْ، الأعلمية لا يَلزم منه نفْي عِلْمها، فيحتمل أنَّهما يعلمان ذلك سواءً، والقصد إنما هو نفْي عِلْم كلٍّ منهما وقتَها، فيُؤوَّل على أنَّهما مستويان في عِلْم وُجودها، أو أنَّه - صلى الله عليه وسلم - نفَى أن يكون صالحًا لأنْ يُسأل عن ذلك لما عُرف أنَّ المسؤول في الجُملة ينبغي أنْ