للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(ممزَّق) -بفتح الزاي- مصدرٌ كالتَّمزيق، والمعنى: كلَّ نوعٍ من التَّفريق.

وفي التاريخ: أنَّ ابنه شِيْرويهِ قَتلَه بأنْ مزَّق بطنَه، ثم لم يَلبَثْ بعده إلا ستة أشهرٍ، ويُقال: إنَّه لما أحسَّ بالهلاك كتَب على حِقَّة السُّمِّ من حِقاق الأَدوية: الدَّواء النَّافع للجِماع، وكان ابنُه مُولَعًا بذلك، فاحتالَ في هلاكِ ابنه، فلمَّا فتح الخِزَانة ورأَى الحِقَّة تَناوَلَ منها، فماتَ في ذلك الشَّهر، ولم يقُم لهم بعد الدُّعاء أمرٌ حتى انقَرضُوا عن آخِرهم في خلافة عُمر - رضي الله عنه - حين توجيهه سعدًا للعراق.

واعلم أنَّ هذا الحديث دالٌّ على الجُزء الثاني من الترجمة، أما الأول فدلَّ عليه الكتاب الذي ناولَه له أمير السَّريَّة.

وفي الحديث: جواز مُكاتبة الكفَّار ودُعائهم إلى الإسلام، والعمَل بالكتابة، وخبَر الواحد، وجواز الدُّعاء عليهم حين أَساؤُوا الأَدَب وأَهانُوا الدِّين، وأنَّ الواحد يُجزئ في حمل كتاب الحاكم للحاكم، ولا يُشترط شاهدان، وإنما استقرَّ الحُكم باعتبارهما احتياطًا لمَا دخَل من الفَساد.

قلتُ: هذا حُكمه ودليله عُموم: {شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ} [البقرة: ٢٨٢].

* * *

٦٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ، أَخْبَرَناَ عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَناَ شُعْبَةُ، عَنْ قتَادَةَ، عَنْ أَنس بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كتَبَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - كِتَابًا