وكُنيته أبو العبَّاس، وفي اسمه أقوالٌ، أشهرها: بَلْيَا بمُوحَّدةٍ مفتوحةٍ، ولامٍ ساكنةٍ، وياءٍ، ابن مَلْكان بفتح الميم، وسُكون اللام، وبالكاف.
قلتُ: وقيل: إِلْيَاس، واليَسَع، وعامِر، وأحمد فيما حكاه القُشَيري، ووهَّاه ابن دِحْية بأنَّه لم يُسمَّ قبل نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم - أحدٌ بأحمد، وقيل غير ذلك.
واختُلف أيضًا في نبوَّته.
قيل: نبيٌّ، وجزم به جمعٌ؛ لقوله:{وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي}[الكهف: ٨٢]، ولكونه أعلَم من موسى، والوليُّ لا يكون أعلَم من النبيِّ.
وأجيبَ: بأنَّه يجوز أنْ يكون قد أَوحى الله إلى نبيِّ ذلك العصر أنْ يأتي الخَضِرَ بذلك.
وفي "الكشاف": كان الخَضِرُ في أيامِ أَفْريدُون قبل مُوسى، وكان على مُقدِّمة ذِي القَرنين الأكبر، وبقِيَ إلى أيام موسى.
قال: والمراد بالرَّحمة في قوله تعالى: {آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا}[الكهف: ٦٥] هي الوَحْي.
وقيل: نبيٌّ مرسَل، وقيل: مَلَكٌ، وقيل: وليٌّ.
واختُلف في حياته، فقال ابن الصلاح: جمهور العلماء والصالحين على أنَّه حيٌّ، والعامة معهم في ذلك.
وكذا قال (ن): أَنَّ الأكثر عليه، واتفاق الصُّوفية، وإجماع كثيرٍ