للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لأَبِي ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتِ الشّمسُ: "تدرِي أَيْنَ تَذْهَب؟ " قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعلَمُ، قَالَ: "فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحتَ الْعرشِ، فتسْتَأْذِنَ، فَيُؤْذَنَ لَهَا، وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فَلَا يُقْبَلَ مِنْهَا، وَتَسْتَأذِنَ فَلَا يُؤْذَنَ لَهَا، يُقَالُ لَهَا: ارجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئتِ، فتطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} ".

الحديث الأول:

(حتى تسجد)؛ أي: تُشبِه الساجد عند الغُروب، وإلا فلا جبْهة لها، والانقِيادُ حاصل دائمًا.

(فتستأذن) الظَّاهر أنَّه في الطُّلوع من المشرِق، فإذا قُدِّرت تعقِل؛ فواضحٌ، وإلا فمن الموكَّلين بها، أو يكون بلسَان حالها.

(لا يؤذن لها)؛ أي: في السَّير إلى مَطلَعها.

(لمستقر)؛ أي: إلى مُستقر، كـ (هو يجري لغايتِه وإلى غايتِه)، وقد بيَّنه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، ولولاه لأَمكَن أن يُقال: مُستقرُّها أقصَى منازلها في الغُروب، أو منتهاها عند انقِضاء الدُّنيا.

٣٢٠٠ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ الدَّاناَجُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أبو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرحمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الشَّمسُ وَالْقَمَرُ مُكَوَّرَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".