وَقَالَ هَمَّامٌ: عَنْ قتادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "فِي الْبَيْتِ الْمَعمُورِ".
الحديث الأول:
(وقال خليفة) لم يقُل: حدَّثني إشعارًا بأنه سمعه في المُذاكرة لا بطَريق التحمُّل.
(عند البيت) يجمع بين هذا وبين ما سبق أول (كتاب الصلاة): أنَّه قال: (فُرِجَ عن سَقْف بيتي): بأنَّ له - صلى الله عليه وسلم - مِعراجَين، كلٌّ من موضعٍ، أو أنه دخَل بيتَه ثم خرَج.
(بين النائم واليقظان) وجْه التوفيق بين هذا وبين ما سبَق في (الصلاة)؛ إذ ظاهره أنَّه كان في اليقَظة، وهو مقتضَى الإطلاق، وهو في "مسند أحمد" عن ابن عبَّاس: أنَّه كان في اليقَظة، رآه بعينه، وسيأتي في (كتاب التوحيد) مِن رواية شَريك: أنَّه كان نائمًا = أنَّ الإسراء متعدِّدٌ كما ذهب إليه كثيرٌ من العلماء.
فإنْ قلنا بالاتحاد، فالحقُّ وقولُ الجمهور أنَّه كان في اليقَظة بجسَده؛ لأنه قد أنكرتْه قُريشٌ؛ إذ رُؤيا المنام لا تُنكَر.
وقال (ع): ولا يُنافيه بين النائم واليَقْظان؛ لأنَّ ذاك كان أوَّلَ الحال عند وُصول الملَك، وليس فيه أنه كان نائمًا في القِصَّة كلها.
قال عبد الحقِّ في "الجمع بين الصحيحين": ورواية شَريك عن أنَس زيادةٌ مجهولةٌ، وقد روى الحفَّاظ المتقنون، والأئمة المشهورون،