(نعم المجيء جاء) قال ابن مالك: (جاءَ): صلة لموصولٍ محذوفٍ،
أي: الذي جاء فيه، شاهدٌ على جواز الاستِغناء بالصِّلة عن الموصول في باب نِعمَ.
(من أخ ونبي) ولم يقُل إدريس: (من ابنٍ) مع أنه جَدٌّ لنُوح كما قال أهل التَّواريخ تأَدُّبًا وتلاطُفًا، والأنبياءُ إخوةٌ.
قال (خ): يُشْكِل من هذا الحديث بُكاء موسى، وقوله:(هذا الغُلام)؛ فأما بكاؤُه فليس على معنى الحسَد والمُنافسَة فيما أُعطيَه من الكرامة، بل شفَقةً على أُمته لنقْص حظِّهم، أو لنقْص عدَدهم عن أُمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، وتمني الخير لهم، والبُكاء قد يكون من حُزْنٍ وألمٍ، وقد يكون من استِنكارٍ وتعجُّبٍ، وقد يكون من سُرورٍ؛ وأما الغُلام فليس على معنى الازدراء والاستِصغار لشأْنه، وإنما هو على تعظيم مِنَّة الله عليه بما أنالَه من النّعَم، وأتحفَه من الكَرامة من غير طُول عمُرٍ أفناه مجتهدًا في طاعته، والعرَب قد تُسمِّي المستجمِع للسِّنِّ غُلامًا ما دام فيه بقيَّةٌ من القُوَّة، وذلك مشهور في لغتهم.
(على إبراهيم) كذا قال هنا: أنه في السَّابعة.
وسبق في (الصلاة): أنَّه في السادسة، فيحتمل أنه وجدَه في السادسة، ثم ارتقَى هو أيضًا إلى السابعة.