(يمان)؛ أي: لأنَّ مَبْدأ الإيمان مِن مكَّة، وهي يمانيَةٌ، وقيل: قال ذلكَ وهو بأرضِ تَبُوك، وكانت المدينة، ومكَّة، والحِجاز مِن جِهة اليمَن، وأصله: يمانيٌّ، فحذفوا ياء النَّسَب.
والأحسَن أنَّ الغرَض وَصْف أهل اليمَن بكمال الإيمان؛ لأنَّ مَن قَوِيَ قيامه بشيءٍ نُسب ذلك الشيءُ إليه.
(عند أصول أذناب الإبل) قيل: المراد يبعُدون عن الأمصار، فيَجهلُون مَعالِم دينهم.
(حيث يطلع قرنا الشيطان) يُعبَّر به عن المَشرِق؛ لأنَّ الشَّيطان ينتصِب في مُحاذاة مَطْلَع الشَّمس؛ فإذا طلَعتْ كانت بين قَرنَي رأْسه، أي: جانبَيه، فتقَع السَّجدة له حين يسجُد عبَدة الشَّمس لها، وذلك هو مَسكَن القَبيلتين: رَبِيْعةَ ومُضَر.
ويحتمل أن يكون قوله:(في ربيعة ومضر) بدَلًا من الفَدَّادين.
* * *
٣٣٠٣ - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الأَعرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا سَمِعتمْ صِيَاحَ