قال (خ)(١): يُفسَّر على وَجْهين: أنْ يكون جمْعًا للفَدَّاد، وهو الشديد الصوت، مِن الفَدِيْد، وذلك من دَأْب أصحاب الإبِل، وهذا إذا رَويتَهُ بتشديد الدال، من فَدَّ يفَدُّ، إذا رفَع صوتَه.
وثانيهما: جمع الفَدَّان، وهو آلة الحَرْث، وذلك إذا رَويتَهُ بالتَّخفيف، يريد أهل الحَرْث، وقال الجَوْهري: في الحديث: "الجَفَاءُ والفِسْق في الفَدَّادِين" بالتشديد، وهم الذين تَعْلُو أصواتهم في حُروثهم ومَواشيهم، وأما الفَدَادِين -بالتخفيف- فهي البقَر التي تحرُث، واحدُها فدَّان بالتشديد، وإنما ذَمَّ ذلك وكَرِهه؛ لأنَّه يشغَل عن أمر الدِّين، ويُلهِي عن أَمْر الآخِرة، وتكون معها قَسْوة القلْب، ونحوها.
(أهل الوبر) بَيانٌ للفَدَّادين، والمراد منه ضِدُّ أهل المَدَر، فهو كِنايةٌ عن سُكَّان الصَّحارى، فإنْ أُريد منه الوجْه من الوَجهَين؛ فهو تعميمٌ بعد تخصيص.
* * *
٣٣٠٢ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحيى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَمرٍو أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: أَشَارَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِهِ نَحْوَ الْيَمَنِ، فَقَالَ: "الإيمَانُ يَمَانٍ ها هُنَا، أَلَا إِنَّ الْقَسْوَةَ وَغِلَظَ الْقُلُوبِ