للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(ألفًا) في بعضها: (ألفٌ) بالرفع بالابتداء، وكذلك قوله قبله: (رجلًا)، ويقدر في (أنَّ) ضمير الشأْن.

(كبَّرنا)؛ أي: عظَّمنا ذلك، أو قلنا: الله أكبر؛ للسرور بهذه البشارة العظيمة، ولم يقل أولًا: نصف أهل الجنة؛ لأن ذلك أوقع في نفوسهم، وأبلَغ في إكرامهم، فإن إعطاء الإنسان مرةً بعد أُخرى دليلٌ على الاعتناء به، وفيه أيضًا حمْلهم على تجديد شكر الله تعالى، وتكبيره، وحمده على كثرة نعمه.

(أو كشعرة) تنويعٌ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو شكٌّ من الراوي، وجاء فيه تسكين العين وفتحها، ولا ينافي كونهم كشَعرةٍ كونهم يكونوا نصف أهل الجنة؛ لأنَّ المراد كثرة أهل النار كثرةً لا نسبةَ لها إلى أهل الجنة، أي: في المحشَر؛ لأنَّ كل أهل الجنة كشَعرةٍ من الثَّور.

نعم، روى الترمذي عن بُريدة مرفوعًا، وحَسَّنَهُ: "أهل الجنَّة عِشرون ومائةُ صفٍّ، ثمانونَ منها من هذه الأُمة، وأربعون منها من سائر الأُمم".

ووجه الجمع: أنه طمع أن تكون أُمته الشَّطرَ، فأُعطي ذلك وزيادةً، وأعلمَه بذلك، فلا تنافي.

* * *