للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَالآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعي، ويُنْفِدُهُمُ الْبَصَرُ، وَتَدْنُو الشَّمسُ مِنْهُم، فَذَكرَ حَدِيثَ الشَّفَاعَةِ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيقولُونَ: أَنْتَ نبَيُّ اللهِ وَخَلِيلُهُ مِنَ الأَرْضِ، اشْفَع لنا إِلَى رَبِّكَ، فَيقولُ -فَذَكرَ كَذَبَاتِهِ- نَفْسِي، نَفْسِي، اذْهبُوا إِلَى مُوسَى".

تَابَعَهُ أَنسٌ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -.

الحديث الأول:

(وينفذهم) رواه الأكثرون بفتح أوله، وبعضهم بالضم، فإنَّه يُقال: نفَذني ببصَره: إذا بلغَني وتجاوزَ، وأنفذْتُ القومَ: إذا اخترقتَهم.

والمعنى: يُحيط بهم بصَر الناظِر، لا يخفَى عليه منهم شيءٌ لاستِواء الأرض، وهذا أَولى من قَول أبي عُبَيد: يأْتي عليهم بصَر الرَّحمن؛ إذْ رُؤيته محيطةٌ بجميعهم في حال الصَّعيد المستَوي وغيره.

وقال أبو حاتم: أصحاب الحديث يَروُونه بالذال المعجَمة، وإنما هو بالمهملَة، أي: يبلُغِ أوَّلَهم وآخِرَهم، حتَّى يَراهم كلَّهم، ويَستوعبَهم، مِن نَفِد الشَّيءُ: فَنِيَ، وأنفَدته أنا.

* * *

٣٣٦٢ - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أيوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "يَرْحَمُ اللهُ أُمَّ