أنواع الفضائل؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفضَلُ على الإطلاق، فالإمام أفضَل من المؤذِّن وإنْ كانت فَضيلة التأذين غيرُ موجودةٍ فيه، ولهذا قوله في موسى:"لا أدري" أن له هذه الفَضيلة، ولا يلزم منها أفضليتُه على غيره، أو المعنى: لا تفضِّلوا من تِلْقاء أنفسكم، ولا أقول: إني خيرٌ من يونُس مِن تِلْقاء نفسي، أو قالَه تواضُعًا وهضْمًا لنفسه، وقيل: المعنى: لا تفضِّلوا من حيث القَدْر المشترك، وهو النبوَّة، كما في:{لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ}[البقرة: ٢٨٥]، أو كان هذا قبل أن يُوحى إليه أنه أفضَل مُطلقًا.
(فإذا موسى) لا يُنافي هذا كونَه قد مات، فإنَّ المراد من البعْث الإفاقةُ بقرينة الرِّوايات الأُخرى حيث قال:"أَفاقَ قبْلي"، وهذه الصَّعقة هي غَشْية بعد البَعْث عند نفْخة الفزَع الأكبر.
* * *
٣٤١٦ - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"لا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقْولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّي".