يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:"لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا: عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ".
الثامن:
(لا تطروني) الإطراء: المدح بالباطل، وذلك أنهم اتخذوه إلهًا، حيث قالوا:{ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ}[المائدة: ٧٣]، ودعَوهُ ولدَ إلهٍ، فقالوا: المسيح ابن الله، تعالى عما يشركون، وذلك من إفراطهم في مدحه، ولهذا المعنى -والله أعلم- هضَم النبي - صلى الله عليه وسلم - نفْسَه بقوله:"لا تُفضِّلوني على يُونس بن مَتَّى" شفَقًا أن يُطروه، ويقولوا فيه باطلًا.