للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحدهما: أنهم إذا وقعوا فيها عن غير رغبةٍ وحرصٍ عليها زال عنهم حُسن الاختيار، أي: صفة الخيرية، لقوله: "من وَلِي قاضيًا، فقد ذُبِحَ بغيرِ سكِّين".

والآخر: إنَّ خيارَ الناسِ هم الذين يَكرَهون الإمارة، فإذا وقعوا فيها زال معنى الكراهة، فلم يجز لهم أن يكرهوها، ولم يقوموا بالواجب من أمورها، بل يجب أن يجتهدوا في حقوقها فعْل الراغب غير الكاره.

* * *

٣٤٩٧ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - {إلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} قَالَ: فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: قُرْبَى مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَكُنْ بَطْنٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَّا وَلَهُ فِيهِ قَرَابَةٌ، فَنَزَلَتْ عَلَيْهِ إِلَّا أَنْ تَصِلُوا قَرَابَةً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ.

السادس:

(إلا أن تصلوا)؛ أي: إلا صلَةَ الأرحام، أي: لا أسألُكم عليه أجرًا إلا أن تَودُّوا أهل قرابتي، وتصلوا أرحامَهم، وهذا وإنْ لم ينْزل؛ لكن في معنى ما نزل، وهو: {إلا الْمَوَدَّةَ} [الشورى: ٢٣]، أي: إلا المودة ثابتةٌ في أهل القُربى، أو ضمير: (نزلتْ) راجعٌ للآية.

* * *

٣٤٩٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ،

<<  <  ج: ص:  >  >>