ابْنُ الْخَطَّابِ يَسْتَأذِنُ، فَقَالَ: "ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"، فَجئْتُ فَقُلْتُ: ادخُلْ وَبَشَّرَكَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالْجَنَّةِ، فَدَخَلَ فَجَلَسَ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْقُفِّ عَنْ يَسَارِه، وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ، ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ، فَقُلْتُ: إِنْ يُرِدِ اللهُ بِفُلَانٍ خَيْرًا يَأْتِ بِهِ، فَجَاءَ إِنْسَانٌ يُحَرِّكُ الْبَابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هذَا؟ فَقَالَ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ، فَجئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَاَخْبَرتُهُ، فَقَالَ: "ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ" فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ: لَهُ ادْخُلْ وَبَشَّرَكَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُكَ، فَدَخَلَ فَوَجَدَ الْقُفَّ قَد مُلِئَ، فَجَلَسَ وُجَاههُ مِنَ الشِّقِّ الآخَرِ، قَالَ شَرِيكٌ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: فَأوَّلْتُها قُبُورَهم.
السادس عشر:
(وَجَّه)؛ أي: توجه، أو وجه نفسه، وفي بعضها: (وجه) بلفظ الاسم، أي: قصد هذه الجهة، وفي بعض (وجهه)، وهو مبتدأ، وها هنا خبره.
(أرِيْس) بفتح الهمزة، وكسر الراء، وسكون الياء، وبمهملة: بستان بالمدينة وهو منصوب، وإن جعلته اسمًا للبقعة منعته من الصرف، والأريس: الأصل، ويطلق على الأكَّار، وعلى الأمين.
(قفها): بضم القاف، وشدة الفاء: الدكة التي حول البئر، وأصله: ما غلظ وارتفع من الأرض.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute